موضوع: الإمام الحسين عند قبر جده الجمعة سبتمبر 05, 2008 1:31 pm
الإمام الحسين عند قبر جده
الطبري : قال : أبو مخنف وحدثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق ، عن أبي سعد المقبري قال : نظرت إلى الحسين داخلا مسجد المدينة ، وإنه ليمشي وهو معتمد على رجلين ! يعتمد على هذا مرة وعلى هذا مرة ! وهو يتمثل بقول يزيد بن المفرغ الحميري : لا ذعرت السوام في فلق الصبح * مغيرا ، ولا دعيت يزيدا يوم أعطي من المهابة ضيما * والمنايا يرصدنني أن أحيدا فقلت في نفسي : والله ! ما تمثل بهذين البيتين إلا لشيء يريده ! قال : فما مكث إلا يومين حتى بلغني أنه سار إلى مكة . ابن أعثم : وخرج الحسين بن علي من منزله ذات ليلة ، وأتى إلى قبر جده ، فقال : السلام عليك يا رسول الله ! أنا الحسين بن فاطمة ، أنا فرخك وابن فرختك ، سبطك في الخلف الذي خلفت على أمتك ، فاشهد عليهم يا نبي الله ! أنهم قد خذلوني وضيعوني وأنهم لم يحفظوني ، وهذا شكواي إليك حتى ألقاك ، ثم وثب قائما وصف قدميه ، ولم يزل راكعا وساجدا . المفيد : وأرسل الوليد بن عتبة إلى منزل الحسين لينظر أخرج من المدينة أم لا ؟ فلم يصبه في منزله ، فقال : الحمد لله إذ خرج ولم يبتلني الله في دمه ، ورجع الحسين إلى منزله عند الصبح ، ثم بعث الوليد الرجال إلى الحسين عند المساء ، فقال : أصبحوا ثم ترون ونرى ، فكفوا عنه الليلة ولم يلحوا عليه . ابن أعثم : فلما كانت الليلة الثانية خرج إلى القبر أيضا فصلى ركعتين ، فلما فرغ من صلاته جعل يقول : أللهم ! إن هذا قبر نبيك محمد ، وأنا ابن بنت محمد ، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت ، أللهم ! وإني أحب المعروف وأكره المنكر ، وأنا أسألك يا ذا الجلال والاكرام ! بحق هذا القبر ، ومن فيه [ إلا ] ما اخترت من أمري هذا ما هو لك رضى . قال : ثم جعل الحسين يبكي ، حتى إذا كان في بياض الصبح وضع رأسه على القبر فأغفى ساعة ، فرأى النبى قد أقبل في كبكبة من الملائكة عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتى ضم الحسين إلى صدره وقبل بين عينيه وقال : يا بنى ، يا حسين ! كأنك عن قريب أراك مقتولا مذبوحا بأرض كرب وبلاء من عصابة من أمتي ، وأنت في ذلك عطشان لا تسقى وظمآن لا تروى ، وهم مع ذلك يرجون شفاعتي ، ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة ! فما لهم عند الله من خلاق ؛ حبيبي يا حسين ! إن أباك وأمك وأخاك قد قدموا علي ، وهم إليك مشتاقون ، وإن لك في الجنة درجات لن تنالها إلا بالشهادة . فجعل الحسين ينظر في منامه إلى جده ويسمع كلامه ، وهو يقول : يا جداه ! لا حاجة لي في الرجوع إلى الدنيا أبدا ، فخذني إليك واجعلني معك إلى منزلك . فقال له النبى : يا حسين ! إنه لابد لك من الرجوع إلى الدنيا حتى ترزق الشهادة ، وما كتب الله لك فيها من الثواب العظيم ، فإنك وأباك وأخاك وعمك وعم أبيك تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتى تدخلوا الجنة . فانتبه الحسين من نومه فزعا مذعورا فقص رؤياه على أهل بيته وبني عبد المطلب فلم يكن ذلك اليوم في شرق ولا غرب أشد غما من أهل بيت الرسول ولا أكثر منه باكيا وباكية . الطريحي : ثم أتى قبر جده رسول الله ، والتزمه وبكى بكاء شديدا وقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ! لقد خرجت من جوارك كرها ، وفرق بيني وبينك حيث أني لم أبايع ليزيد بن معاوية ، شارب الخمور ، وراكب الفجور ، وها أنا خارج من جوارك على الكراهة ، فعليك مني السلام . فأخذته النعسة فرأى في منامه رسول الله . . . [ ثم ساق الحديث كما مر مع اختلاف يسير ] . ولما فشى [ فشا ] بين الناس إرادة خروج الحسين إلى الكوفة منعوه عن ذلك جماعة منهم : كتاب المسور بن مخرمة ابن عساكر : كتب إليه أي إلى الحسين المسور بن مخرمة : إياك أن تغتر بكتب أهل العراق ويقول لك ابن الزبير : إلحق بهم ، فإنهم ناصروك ! إياك أن تبرح الحرم ، فإنهم إن كانت لهم بك حاجة فسيضربون إليك آباط الإبل حتى يوافوك فتخرج في قوة وعدة . فجزاه الحسين خيرا وقال : أستخير الله في ذلك .