الكمبيوتر لغة العصر .. ولكن بحذر
الحضارة حملت لنا كل سبل المعرفة , والتعلم والترفيه , ولكنها حملت لنا أيضاَ المخاطر المحتلمة , وبشكل خاص في تعاملنا معها بشيء من الجهل بهذه الأجهزة الحديثة التي نستعملها في حياتنا اليومية وبالمخاطر الناتجة عن المبالغة باستعمالها
والكومبيوتر , هذا الجهاز السحري الذي أصبح عصب الحياة , وغدا استعماله مهماً للكبار والشباب وحتى الأطفال الصغار , نجد في خلال الممارسة الطبية انه سلاح ذو حدين , فلقد ساهمت أجهزة الكومبيوتر والاتاري بإشاعة جو من الهدوء في المنزل , وساعدت الأولاد والكبار على التعلم والاستفادة من القفزات الهائلة في مضمار المعلوماتية , والحضارة , إلا أنها على الجانب المقابل , ساهمت في إيجاد جيل كامل من الأطفال من مدمني الاتاري , والتلفزيون والكومبيوتر لا هم لهم إلا الجلوس بوضعيات خاطئة تؤثر في الهيكل العظمي , أمام هذا الجهاز السحري , وبعض هؤلاء قد يبدأ ذلك في السنة الثانية والثالثة من العمر , ويعرض نفسه لمخاطر صحية جمة . وقد سمعت من بعض آباء هؤلاء الأطفال أن أولادهم يستمرون في العمل لساعات طويلة , ويتصرفون بعصبية إذا ما حاول الأهل منعهم من اللعب , وقد يؤدي ذلك إلى إثارة نوبة عصبية من الهياج عند إصرار الأهل على إبعاد الطفل عن جهاز الاتاري أو الكومبيوتر , والعجب العجاب أن بعضهم يتناول وجباته من الطعام وهو مستمر باللعب , وقد ينام إلى جانب التلفزيون أو الاتاري .
والطفل في مراحل تطوره يحتاج إلى قدر كبير من الحركة والرياضة لكي يكتمل نموه بالشكل الأمثل , عندما يقضي معظم وقته في اللعب على الكومبيوتر فإنه سوف يصاب بالسمنة والترهل .
ولا يخفى على أحد أخطار السمنة على القلب والشرايين والمفاصل , عدا عن الأخطار المحكمة لتطور مرض السكري النوع الثاني عند الأطفال , والذي أصبح مشكلة النوع الثاني عند الأطفال , والذي أصبح مشكلة كبيرة في العديد من دول العالم العربي وبشكل خاص دول الخليج , وجلوس الطفل لفترات طويلة وراء الكومبيوتر أو الألعاب الالكترونية خصوصاً تلك المستعملة من خلال التلفزيون أو الحاسوب ( الكومبيوتر) له أضرار جمة على صحة الأطفال فهو يؤثر في العين بشكل مباشر ويؤدي إلى اضطربات المطابقة ( مثل بعد أو قصر النظر) والأذى المحتمل لطبقات العين بأكملها نتيجة الاشعاعات المنبعثة من جهاز التلفزيون أو الكومبيوتر , والادهى من ذلك هو حجم الأخطار الناتجة في المجال المغناطيسي ذي الموجات العالية التردد المنبعث من الألعاب الإلكترونية , والاتاري وأخطاره التي اصحبت معروفة وثابتة علمياً على المخ , وجميع أجزاء الجسم بما فيها نظم العكب والغدد الصم في الجسم , وتأثيراته السلبية الأخرى على عملية تبادل الاوكسجين , وثاني أوكسيد الكربون في خلايا الجسم , والرئة وتأثيراته السلبية الأخرى التي سوف يكشف العلم الجديد عنها كل يوم .
والكومبيوتر لغة العصر هذه حقيقة لا ينكر أحد صحتها , ولكن يجب علينا أن نتعامل مع هذا الزائر الذي غدا فرداً من أفراد الأسرة , وشيئاً ثانياً في كل مكتب أو عيادة أو جهة عمل رسمية أو خاصة , يجب علينا أن نتعامل معه بشيء من المنطقية والاعتدال , فالجلوس لفترات طويلة يؤدي إلى مشاكل في العمود الفقري , والمفاصل , قد تصبح خطيرة في حال إهمالها وكذلك فإن عدم استعمال الشاشة الواقية من الاشعاعات يؤدي إلى مخاطر كبيرة على العينين , واستعمال الكومبيوتر لفترات طويلة زيد على ساعتين غير مستحب. وعلينا أن ننبه الأطفال لأهمية أخذ فترة من الراحة ويجب التركيز على أهمية الرياضة لبناء جسم سليم للطفل
وادمان الألعاب الإلكترونية والكمبيوتر عند الأطفال ظاهرة اجتماعية علينا مقاومتها لأنها تفشت بشكل لافت للانظار , ويجب توخي الحيطة والحذر في اختيار الألعاب المناسبة , والأفلام وخلافه , فالطفل قد يعتبر كل اللعب قدوة حسنة وقد يقع بأفعال خطيرة مقلداً ذلك البطل في لعبته قد تودي بحياته أو تؤذي الآخرين
وهنا يبرز دور قنوات الإعلام للتنبيه لتلك المخاطر وتحديز الأهل منها , ويجب على الأهل عدم مجاراة المجتمع في أخطائه فالتغيير ينبع من المبادرات الفردية فيجب تنبيه الأطفال لأخطار تلك الأجهزة والعمل على إقلال فترات استعمالها والاستفادة من ثمرات التطور العلمي لما فيه من خير للبشرية مع أقل قدر ممكن في المخاطر المحتملة .